وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ قال قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، صباح اليوم خلال استقبال رئيس ومسؤولي السلطة القضائية في حسينية الإمام الخميني (رض): ليعلم الجميع أن الله تعالى قد ضمن النصر للشعب الإيراني في ظل النظام الإسلامي وتحت راية القرآن والإسلام، وأن الشعب الإيراني سينتصر حتمًا.»
ومن أبرز محاور كلمته ما يلي:
- من الضروري أن تقوم السلطة القضائية بمتابعة هذه الجرائم الأخيرة، في المحاكم الحقوقية — سواء كانت محاكم داخلية أم دولية — هي من الأمور الضرورية والمهمة للغاية. كان ينبغي علينا القيام بهذا الأمر في العديد من القضايا السابقة، لكننا تقاعسنا خلال السنوات الماضية. هذه المرة يجب ألا نتقاعس. حتى لو استغرقت متابعة هذا الموضوع واللجوء إلى المحاكم الدولية والحقوقية، وكذلك المحاكم الداخلية، عشرين سنة، فلا بأس بذلك. يجب المضي قدمًا في هذا العمل، ويجب الإمساك بتلابيب المجرم.
- قد يتهم الإنسان محكمة دولية بأنها تابعة لقوة معينة، وقد يكون هذا الاتهام صحيحاً، إذ قد تكون تابعة فعلاً لتلك القوة. حسنًا، قد يكون الأمر كذلك في يومٍ ما، لكن في يوم آخر لا يكون كذلك؛ فقد يظهر قاضٍ في تلك المحكمة يكون مستقلاً. هذه هي النقطة الأولى: عليكم أن تأخذوا هذه القضية على محمل الجدّ، وأن تتعاملو معها بقوة ويقظة تامة، مع مراعاة جميع الأبعاد، إن شاء الله.
- لقد قام الشعب الإيراني في هذه الحرب المفروضة الأخيرة بعمل عظيم؛ هذا العمل العظيم لم يكن من نوع العمليات العسكرية، بل كان من نوع الإرادة والعزم والثقة بالنفس. أن ترى أمة، ودولة، وقوة عسكرية في دولة ما، هذه الثقة بالنفس في داخلها، وأن تكون مستعدة لمواجهة قوة أمريكا وكلبها المطيع في المنطقة — الكيان الصهيوني — وجهًا لوجه، فإن مجرد هذه الإرادة وهذه الثقة بالنفس تُعدّ قيمة عالية ومهمة جداً.
- لقد بلغ الشعب مرحلة من القوة يقف فيها وجهاً لوجه أمام هذه القوة، لا يخشاها بل يرهبها، ويقوم بما يستطيع فعله من عمليات. هذه هي النقطة الثانية: العمليات، أما النقطة الأولى فهي الروح المعنوية والصمود.
- ما أقوله يجب أن يعرفه الجميع: أصدقاؤنا، وأعداؤنا، وأبناء الشعب الإيراني – وهم يعرفون – هو أن الشعب الإيراني لن يظهر في أي ميدان بوصفه الطرف الضعيف. لأننا نمتلك جميع الأدوات اللازمة: نمتلك المنطق، ونمتلك القوة. سواء في ميدان الدبلوماسية أو في الميدان العسكري، سنخوض أي مواجهة بعون الله ونحن أقوياء ومُستعدّون.
- أظهرت هجمات العدو أن الكثير من الحسابات التي يجريها البعض في المجالات السياسية وغيرها كانت حسابات خاطئة. لقد انكشفت صورة العدو، واتضحت الكثير من أهدافه الخفية التي كان يحجبها عن تصريحاته. جلسوا ثمانية أو تسعة أشهر يُخططون لعمل عسكري، في حين ظن البعض أنه لا شيء سيحدث، لكن الناس فهموا أن الحقيقة غير ذلك.
- لقد أبطل الله تعالى مخططاتهم. هو الذي أفشل هذا المخطط، وأدخل الناس إلى الميدان دعماً للحكومة والنظام. الناس نزلوا إلى الساحة، لكن في الاتجاه المعاكس تماماً لما كان العدو يخطط له.
- رأيتم بأنفسكم على شاشة التلفزيون تصريحات أشخاص مختلفين، بوجوه وهيئات وملابس متنوّعة، لم يكن يخطر ببال أحد أنهم سيتحدثون بهذه الروح من التفاني. نعم، الحديث يختلف عن الفعل، لكن مجرد التحدّث، والدافع الذي يجعل الإنسان يتكلم، لهو أمر بالغ الأهمية. لم يكن أحد يتوقع ذلك، لكنه حدث بالفعل. هؤلاء الأشخاص، رغم اختلافاتهم السياسية، بل وحتى التناقض أحياناً، ورغم التفاوت الكبير في خلفياتهم الدينية، وقفوا جميعاً جنبًا إلى جنب، وشكّلوا هذه الوحدة الكبرى، هذا الائتلاف الوطني العظيم.
- ما أريد أن أقوله هو: حافظوا على هذه الحالة، فليحافظ عليها الجميع. كلٌّ من موقعه ومسؤوليته: الصحفي بطريقته، القاضي بطريقته، المسؤول الحكومي بطريقته، رجل الدين بطريقته، وإمام الجمعة بطريقته. على كل فرد واجب تجاه هذه الحالة، وعليه أن يصونها. فهذا لا يتعارض مع اختلاف الأذواق السياسية، ولا يتنافى مع التفاوت في الانتماءات الدينية. الوقوف جنبًا إلى جنب في هذا السياق إنما هو للدفاع عن الحقيقة، والدفاع عن الوطن، والدفاع عن النظام، والدفاع عن إيران العزيزة.
.......
انتهى/ 278
تعليقك